
أكد الخبير الوطني في التوجيه المهني وهندسة التكوين أحمدو سيدي محمد الكصري، أن التعيينات في المناصب العامة تمثل أمانة ثقيلة، وليست مجرد تكريم أو وجاهة، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل معيار التعيين الأمانة والكفاءة. واستشهد الكصري بالآية الكريمة:
{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص:26]، وبحديث النبي ﷺ: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة" (رواه مسلم).
وأضاف الخبير أن المسؤول المسلم يُمنح مساحة للاجتهاد في إدارة مهامه، مع ضرورة أن يكون اجتهاده مبنيًا على العلم والخبرة، ومقصودًا بالعدل والمصلحة العامة، مع الاستعانة بأهل الذكر والشورى.
وأشار الكصري إلى أن التعيين يجب أن يراعي الكفاءة والأمانة قبل أي اعتبار آخر مثل السن أو الجنس، مؤكدًا أن تقديم من هو أقل كفاءة على من هو أكفأ يعد ظلمًا وخيانة للأمانة. وأوضح أن المسؤول إذا اجتهد بإخلاص ثم أخطأ، فهو مأجور أجرًا واحدًا، أما إذا اجتهد بدافع المحاباة أو الهوى، فذلك يُعد جورًا وخيانة، ويحاسب عليه شرعًا.
واختتم الكصري حديثه بالدعاء بأن يوفق الله المسؤولين إلى ما فيه الخير والعدل، وأن تكون قراراتهم سببًا في نهضة الأمة ورخاء المجتمع.