
فشلت القوات الإسرائيلية في تحقيق أي اختراق ميداني ملموس بعد مرور 72 ساعة على ما أطلقت عليه "العملية البرية" في قطاع غزة، رغم إشراك فرقتين مدرعتين كاملتين في الهجوم.
وأكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد المتقاعد نضال أبو زيد، أن بطء التقدم يعكس غياب الرؤية الاستخبارية الدقيقة لدى قوات الاحتلال، بعد أكثر من 711 يوما من الحرب، مشيرًا إلى أن ما يجري "أقرب إلى استطلاع بالقوة ومحاولة لالتماس مع المقاومة الفلسطينية" منه إلى عملية عسكرية شاملة.
وأوضح أبو زيد أن الاحتلال لجأ إلى توغلات محدودة في مساحات ضيقة من مدينة غزة، لا تتجاوز 54 كيلومترًا مربعًا، مستخدمًا كتلة نارية كثيفة لاختبار ردود فعل المقاومة، وهو ما يعكس مأزقه في تقدير الموقف الميداني.
في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية اعتماد إستراتيجية القتال من الأطراف، لإجبار قوات الاحتلال على خوض معارك بعيدة عن مراكز المدن الرئيسية، ما يبدد قدراتها الهجومية.
وبثت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة "حماس" – اليوم الجمعة، مشاهد مصورة تظهر استهداف آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات ناسفة شرق مفترق الصفطاوي، غرب معسكر جباليا شمالي القطاع، ضمن عملياتها المتواصلة تحت اسم "عصا موسى". وأوضحت القسام أن العملية جرت يوم الجمعة الخامس من سبتمبر/أيلول الجاري.
وكانت المقاومة قد أعلنت عن إطلاق سلسلة عمليات "عصا موسى" ردا على عملية "عربات جدعون 2" الإسرائيلية، التي تهدف لاحتلال مدينة غزة.
وأشار أبو زيد إلى أن عمليات المقاومة في جباليا والمغرافة ومناطق الوسط، إضافة إلى هجومها في حي جنينة برفح، تؤكد قدرتها على تفتيت قوة الاحتلال وإجباره على الانتشار في جبهات متعددة.