
في مقال لاذع نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، انتقد الكاتب اليساري المعروف جدعون ليفي ظاهرة ارتداء ضباط الجيش الإسرائيلي أقنعة سوداء خلال المقابلات التلفزيونية، واصفًا المشهد بأنه يعكس "جيشًا يغطي وجهه خجلاً أو خوفًا أو ذنبًا، وربما الثلاثة معًا".
ليفي سخر مما وصفه بـ"الصيحة الجديدة"، حيث ظهر اثنان من كبار الضباط على الشاشات مقنّعين كأنهما "لصان يستعدان لعملية سطو"، لا يظهر منهما سوى العينين. وأوضح أن هذه الظاهرة بدأت مع الطيارين الذين اعتادوا ارتداء الخوذات والنظارات الداكنة لإخفاء هوياتهم، بحجة تجنّب التعرف عليهم في حال وقوعهم بالأسر.
لكن الكاتب يرى أن الأمر يتجاوز الجانب الدعائي أو الأمني، ليعكس قلقًا أعمق من الملاحقة الدولية، خاصة بعد تصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة، واحتمال ملاحقة ضباط وجنود أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
ليفي خلص إلى أن "جيش الشعب" الذي لطالما تغنت به إسرائيل، تحوّل الآن إلى ما سماه ساخرًا "جيش الأقنعة"، في إشارة إلى ما يراه انهيارًا أخلاقيًا يتخفى وراء ستار أسود.