
وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أعلن فيها نيته احتلال قطاع غزة دون الاحتفاظ به وتسليمه لـ"قوات عربية لا تهدد إسرائيل"، بأنها انقلاب صريح على مسار المفاوضات، وانكشاف واضح للدوافع الحقيقية وراء انسحابه من الجولة الأخيرة من المحادثات رغم قرب التوصل إلى اتفاق.
وقالت الحركة، في بيان صحفي اليوم الخميس، إن "ما يخطط له مجرم الحرب نتنياهو هو استكمال لنهج الإبادة والتهجير، وارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل تصعيداً خطيراً يكشف نية الاحتلال توسيع العدوان بهدف التخلص من ملف الأسرى، حتى وإن كلّف ذلك أرواحهم، خدمة لـ"مصالح شخصية وأجندات أيديولوجية متطرفة".
وأكدت حماس أن غزة ستبقى عصية على الاحتلال، محذّرة من أن توسيع العدوان لن يكون نزهة، بل ستكون كلفته باهظة على الجيش الإسرائيلي، داعية الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى رفض هذه التصريحات و"التحرك العاجل لوقف العدوان، وإنهاء الاحتلال، ومحاسبة قادة العدو على جرائمهم بحق المدنيين".
خلفية سياسية وعسكرية:
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قد نقلت، الثلاثاء 5 أغسطس/آب 2025، أن نتنياهو اتخذ قراراً بالمضي نحو احتلال قطاع غزة بالكامل، خلال اجتماع مغلق مع وزراء ومسؤولين أمنيين، عرض خلاله رئيس أركان الجيش، إيال زامير، خططاً عسكرية للمرحلة المقبلة.
ووفق القناة "13" العبرية، طلب نتنياهو من زامير تحسين خطته بعد أن أبدى الأخير اعتراضه على المضي في الاحتلال الكامل، واصفًا إياه بأنه "فخ إستراتيجي" قد ينهك الجيش لسنوات، في ظل تآكل القوة البشرية والقدرة القتالية بعد نحو 22 شهراً من الحرب المستمرة على القطاع.
واندلعت مشادة بين الطرفين، بعد أن رفض زامير تقديم خطة جديدة وذكر أنه "عرضها بالفعل"، ليرد نتنياهو بإنهاء النقاش وتحذير رئيس الأركان من التهديد بالاستقالة عبر وسائل الإعلام، مؤكداً أن "القرار النهائي بشأن الاحتلال هو للمستوى السياسي".