كاتبة إسرائلية: ماحدث في غزة خيانة للتعاليم اليهودية "والمراثي"تعيد نفسها

اثنين, 08/04/2025 - 16:01

 وجّهت الكاتبة الإسرائيلية إفرات ليبوفيتز انتقادات لاذعة للمجتمع الإسرائيلي، لا سيما الأوساط الدينية، بسبب صمتها تجاه الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ووصفت استمرار الحصار والمجاعة هناك بأنه "خيانة صريحة للتعاليم اليهودية وقيم التوراة نفسها".

وفي مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية، قارنت ليبوفيتز بين صور الجوع والدمار التي تتوالى من غزة، وما ورد في سفر مراثي إرميا، الذي يُتلى تقليديًا في طقوس الحداد على خراب الهيكل، في ليلة التاسع من أغسطس/آب، قائلة: "المأساة هذه المرة يعيشها الطرف الآخر".

وأضافت الكاتبة: "الصور المروّعة للأطفال الجوعى والمرضى في غزة، والآباء العاجزين عن إطعام أبنائهم، تتطابق بشكل مفجع مع ما كُتب في المراثي قبل 2500 عام"، مؤكدة أن "من كانوا ضحايا بالأمس، باتوا اليوم يمارسون الأذى ذاته".

وشدّدت ليبوفيتز على أن الانهيار الإنساني في غزة يتطلب وقفة أخلاقية شجاعة من المجتمع اليهودي، مضيفة: "العار الأكبر ليس فقط في ارتكاب الظلم، بل في إنكار وقوعه. ما يحدث منذ أكثر من 22 شهراً في غزة هو الجريمة بعينها، أما صمتنا، فهو شهادة كاملة عليها".

وأكدت أن كل من لا يرفع صوته ضد الحصار والحرب يعترف ضمنًا بأن المجاعة جزء من الأهداف.

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في غزة، الدكتور خليل الدقران، إن حرب التجويع وصلت إلى مرحلتها الخامسة، مشيرًا إلى ارتفاع مستمر في عدد الضحايا بسبب سوء التغذية.

وأوضح، في تصريح لقناة الجزيرة، أن عدد الوفيات الناتجة عن الجوع بلغ حتى الآن 175 حالة، بينها 6 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، إلى جانب آلاف الحالات المرضية التي تستقبلها المستشفيات بشكل يومي.

وتُعد هذه التصريحات من بين المواقف النادرة داخل إسرائيل التي تدين علنًا سياسة الحصار وتجويع السكان في قطاع غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، وما خلّفته من أوضاع إنسانية كارثية تهدد حياة الملايين.