
نظم عشرات الحقوقيين المغاربة، السبت، إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على سياسة التجويع التي تفرضها إسرائيل على سكان قطاع غزة، وذلك في مبادرة تضامنية دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين، بالتعاون مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تعد أكبر هيئة حقوقية في البلاد.
وانطلقت فعالية الإضراب من مقر الجمعية في العاصمة الرباط، واستمرت من الساعة التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساءً بتوقيت غرينتش، وتخللتها كلمات تضامنية وشعارات مناصرة للقضية الفلسطينية، إلى جانب حلقات نقاش حول تطورات الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
وفي كلمة له خلال النشاط، قال عبد الصمد فتحي، نائب منسق الجبهة، إن الإضراب يأتي في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بـ"مرحلة عصيبة غير مسبوقة، لاسيما في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة جماعية وحصار خانق يُمنع فيه المدنيون من الوصول إلى الغذاء والماء والدواء".
وأضاف أن "ما يجري في غزة يُعد اختبارًا حقيقيًا لإنسانية العالم، الذي يقف متفرجًا على كارثة غير مسبوقة في التاريخ الحديث من حيث الفظاعة والاستمرار"، مشددًا على أن "القيم الإنسانية تُذبح يوميًا على أرض غزة".
وأوضح فتحي أن الكيان الإسرائيلي "لا يكتفي بالتجويع، بل يلاحق المدنيين ويقتلهم وهم يحاولون الحصول على الطعام، في مشهد مأساوي يعكس مدى قسوة الاحتلال".
وأكد المنظمون أن هذه الخطوة تأتي في سياق سلسلة فعاليات تضامنية مرتقبة، تشمل إضرابات عن الطعام، واعتصامات، ومظاهرات في عدد من المدن المغربية، استجابةً لدعوات أطلقتها هيئات مدنية خلال الأيام الماضية.
ويأتي هذا الإضراب بالتزامن مع إعلان وزارة الصحة في غزة، اليوم، عن ارتفاع عدد ضحايا سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل إلى 169 شهيداً، بينهم 93 طفلاً، منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وتعاني غزة، منذ أكثر من تسعة أشهر، من أزمة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل، الذي أسفر عن أكثر من 208 آلاف شهيد وجريح، إضافة إلى آلاف المفقودين وموجات نزوح جماعي، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية والخدماتية، واستمرار المجاعة التي أودت بحياة المئات.