
نظم مركز إفريقيا للدراسات والخدمات الإعلامية، مساء الأحد، ندوة بعنوان "تدبير الدبلوماسية والأمن في حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني"، شهدت مداخلات رسمية وأكاديمية أبرزت ملامح السياسة الخارجية والأمنية لموريتانيا في السنوات الأخيرة.
وفي كلمته خلال الندوة، اعتبر الدبلوماسي والسفير بسم الله أعليه ولد أحمد صالح أن "السياسة المتوازنة والهادفة التي انتهجها الرئيس الغزواني شكّلت منعطفًا هامًا في تعزيز مكانة موريتانيا إقليميًا وقاريًا، وجعلتها تحظى باحترام واسع في محيطها المباشر وعلى المستوى الدولي."
وأضاف ولد أحمد صالح أن الدبلوماسية الموريتانية في هذه المرحلة اتسمت بحسن الجوار، والتشاور الدائم مع الشركاء، والابتعاد عن التوترات، مؤكدًا أن تعامل الرئيس مع تحديات منطقة الساحل طبعته الحكمة والمسؤولية، رغم الأوضاع الأمنية المعقدة التي تمر بها المنطقة.
وأشار إلى أن الحضور الموريتاني الفاعل في القمم الإقليمية والدولية، وآخرها القمة الإفريقية الأمريكية، عكس "مصداقية متنامية للدبلوماسية الموريتانية"، كما أثنى على الأداء المتوازن للسياسة الخارجية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة.
من جهته، أكد الدكتور محمد عبد الله ولد الطالب اعبيدي (ولد آده) أن تدبير الملف الأمني في موريتانيا اعتمد على ثوابت واضحة، من أبرزها:
حماية السيادة الوطنية مع تنويع الشركاء الدوليين.
استقلالية القرار السياسي ورفض الاصطفاف.
تعزيز الأمن بالمعنى التقليدي والناعم.
الامتناع عن التدخل في شؤون الجيران.
تبني الحياد الإيجابي في ملفات الصحراء والمنطقة الشرقية.
دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف ولد آده أن موريتانيا استطاعت تأمين حدودها منذ 2011، رغم هشاشة الوضع الأمني في محيطها، بفضل مراجعات استراتيجية أمنية وعسكرية دورية، واتباع نهج شامل في محاربة الفقر والهشاشة.
وشهدت الندوة تعقيبات من خبراء ومحامين وأساتذة جامعيين، تناولت مضمون الورقات المقدمة، كما نوه الحضور بأداء موريتانيا الدبلوماسي والأمني خلال السنوات الأخيرة، باعتباره نموذجًا للنهج المتزن والفعّال في المنطقة.