
أثار قرار بريطانيا المرتقب بالاعتراف بدولة فلسطين موجة من التوتر السياسي والدبلوماسي، حيث عبّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن غضبه الشديد، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية إضافية على الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة، في حال مضت لندن قدمًا في تنفيذ القرار.
وجاء هذا التهديد في وقت تصاعدت فيه الحملة الإعلامية المناهضة للاعتراف، بقيادة عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية الغربية المعروفة بدعمها لإسرائيل. كما وقّع أكثر من 40 عضوًا من مجلس اللوردات البريطاني، معظمهم من مناصري إسرائيل، رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة يحذرون فيها من المضي في القرار، معتبرين أنه ينتهك اتفاقية مونتفيديو الدولية لعام 1933، والتي تحدد شروط الاعتراف بالدول.
وفي حين لم تُفعّل بعد قرارات الاعتراف بفلسطين الصادرة عن فرنسا وبريطانيا وكندا، فقد قوبلت بموجة رفض وانتقاد من قبل أطراف متعدّدة، كان أبرزها تهديد الرئيس ترامب لكندا أيضًا بـ"عقوبات اقتصادية"، إن نفذت وعدها بالاعتراف الرسمي.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك الدولي – وإن لم يُترجم بعد إلى خطوات عملية – يشكل ضغوطًا سياسية متنامية على إسرائيل، وسط تزايد الاعتراف العالمي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. ويؤكد متابعون أن "مهما طال الوقت، فإن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة في نهاية المطاف إلى تقاسم الأرض مع الفلسطينيين"، باعتبار أن السلام والأمن الدائمين لا يمكن تحقيقهما دون حل عادل للقضية الفلسطينية، يحظى بتأييد المجتمع الدولي.