
وسط التصعيد الإسرائيلي المتواصل وحرب الإبادة الجماعية الجارية في قطاع غزة، شارك عشرات الوزراء وممثلو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مؤتمر دولي رفيع المستوى، لحشد الدعم الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وقد غابت عن المؤتمر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين قاطعتا أعماله.
ويُعقد المؤتمر، الذي أُقرّ في دورة سابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة ويُعد الأول من نوعه منذ سنوات، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا. ويحمل المؤتمر رسالة قوية مفادها أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حريته وحقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، وفق قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن الوقت قد حان لإنهاء دوامة العنف والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عقود، خاصة في ظل ما يتعرض له قطاع غزة من ممارسات وحشية وغير إنسانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تشمل القصف، والحصار، والتجويع، ومحاولات التهجير القسري.
وشدد البيان الختامي على أن السلام العادل والشامل هو المدخل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، وفتح آفاق التعاون والازدهار المشترك. كما أكد رفض المجتمع الدولي لأي محاولات لفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية أو احتلاله أو تهجير سكانه، تحت أي ذريعة كانت.
ودعا المؤتمر إلى ضرورة دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية في مسار الإصلاح والحكم الرشيد، والإسراع في إعادة إعمار غزة وفق الخطة العربية الإسلامية التي حظيت بدعم واسع، إلى جانب العمل الجاد على وقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.
وشكّل المؤتمر منصة دولية لتجديد الدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني، وحث الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين على أن تحذو حذو فرنسا، التي أعلنت نيتها تقديم مشروع قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال جلسة الجمعية العامة في سبتمبر المقبل، في خطوة ترمي إلى تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقهم في تقرير المصير وتعزيز السيادة الوطنية.
ويعد هذا المؤتمر تأكيدًا دوليًا على أن حل الدولتين هو السبيل الواقعي الوحيد للخروج من دائرة العنف، ومنع انهيار فرص السلام في المنطقة، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في قطاع غزة.