حوادث السير...نزيف مستمر يهدد الأرواح ويستدعي وقفة تأمل ومحاسبة

جمعة, 07/25/2025 - 19:00

 

تشهد موريتانيا، بشكل شبه يومي، حوادث سير مروعة تخلف وراءها قتلى وجرحى، دون تمييز بين رجل وامرأة، غني أو فقير، طفل أو مسن، ما يجعل هذه الظاهرة تمثل تهديدًا حقيقيًا لحياة المواطنين، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على وسائل النقل البرّي في مختلف مناحي الحياة.

وتتعدد أسباب هذه الحوادث القاتلة، بين السرعة المفرطة، وزيادة الحمولة، وعدم احترام قوانين السير، وتدهور شبكة الطرق، خصوصًا الطرق السريعة التي بات الكثير منها في حالة سيئة ومهترئة. وتزيد الظروف المناخية القاسية، من غبار وعواصف رملية، في تفاقم الوضع، حيث تؤدي إلى حجب الرؤية وتعطيل القدرة على التحكم في المركبات.

ويطرح المواطنون والمراقبون تساؤلات جدية حول مدى مسؤولية هذه العوامل الظاهرة، وإمكانية وجود أسباب أخرى كامنة تتعلق بثقافة القيادة، وضعف التكوين، وغياب الصرامة في تطبيق قوانين السير.

ويرى المهتمون أن هذه الخسائر البشرية والمادية الجسيمة يمكن تجنبها إذا ما توفرت الإرادة والتزم الجميع بقاعدة بسيطة من صميم الثقافة الشعبية، مفادها: "في العجلة الندامة وفي التأني السلامة".

فهل نحن فعلاً نرغب في السلامة كما ندعي؟ وهل نسعى إليها بما يكفي من وعي ومسؤولية؟

أسئلة مؤلمة تطرحها كل حادثة دامية على طرقنا، وتضعنا أمام مسؤولية فردية وجماعية تتطلب الحذر، والاحترام الصارم لقواعد السير، وتكثيف الجهود الرسمية لتحسين البنى التحتية ومراقبة السلامة الطرقية.

رحم الله ضحايا الحوادث الأليمة، وشفى الله المصابين، ووقانا جميعًا شر العجلة والتهور.