الحوادث- لم يفت سكان حي"الفلوجة" ما يجري في الحي بين الفتاة (ع)22 عاما، والشاب (ع.د)26 عاما.. وذلك من خلال القصة التي تتردد بين بيوت الحي عن العلاقة التي يعيشانها، والحب الساخن الذي يثير الحرارة في قلبيهما..حيث كان الجميع في الحي يتابع بصمت لقاءاتهما اليومية المتكررة بين الأزقة، وفي منحنيات الحيطان المهجورة، وعلى جنبات المنازل القريبة من منزل أسرة الفتاة التي تحاول أن تتجاهل ما تسمع عن ما يدور بين ابنتها والشاب الذي يتحرق قلبه في جمر من حب الفتاة،التي تبادله هي الأخرى الشعور أو أعمق.
كان يوما ماطرا شديد البرودة،شمسه غائبة في غيوم داكنة، والجميع في الحي يعيش بداية فصل الشتاء الذي بدأ يضرب بأطناب لياليه الشتوية الباردة على الحي..عندما سمعت والدة الفتاة نقرات على الباب.. صاحت على من في المنزل أن يفتح الباب.. وتفاجأت السيدة بجارتها وهي تدخل رفقة أختها.. خرجت من غرفتها الخاصة بعد أن رمت بالغطاء الذي كانت تلف فيه جسمها المتصلب من البرد، واستقبلتهما في الصالون.. وتبادلت معهما السلام، والحديث الذي جرته الضيفة شيئا فشيئا بسلاسة حتى تناولت العلاقة التي تربط بين ولدها وابنة المضيفة.. وببعض الحرج طلبت الضيفة من المضيفة يد ابنتها لولدها، متحججة لذلك بالكثير من المبررات التي دفعتها أن تقدم على الطلب.. لم تستسغ المضيفة حديث الضيفة.. بل حرك موجات من الغضب داخلها كادت أن تفجرها في وجهها .. لكنها تريثت، وحاولت أن تكتم غيظها، وتجاري جارتها حتى لا تتصرف معها بخشونة، وردت على طلبها بأن ليس في بيتهم بنت للزواج.
وبذلك الجواب خرجت الضيفة تجر أذيال الخيبة ووراءها أختها التي حاولت أن ترد على جواب المضيفة..إلا أن أختها غمزتها في إشارة منها بالسكوت..
بعد خروج الضيفتان.. نادت السيدة صاحبة البيت على ابنتها، وعنفتها بكثير من الكلام الجارح.. ازدردته الفتاة بصعوبة، غير عابئة بفحواه، الذي لم يكن ليقنعها عن العودة عن قرارها الذي تعزم عليه..
مرت السنوات على قصة حب الشاب والفتاة تنمو وتكبر شيئا فشيئا بين الحي، و تلوكها حتى ألسنة الأطفال الذين يشرون إلى الفتاة والشاب كلما ظهرا في الحي بالعاشقين.. قيس وليلى..
وعندما لم تجد الفتاة ثغرة تدخل منها لإقناع أسرتها بالزواج بالشاب الذي اختارته زوجا لها..قررت بالتشاور معه أن يختفيان حتى ترغم أسرتها على تزويجها به.. ورغم أنه كان غير مقتنع بالفكرة.. بل كان ضدها، ورفض مناقشتها أكثر من مرة مع الفتاة التي كانت تكررها عليها كل ما فشلت في إقناع والدتها ووالدها بموضوع تزويجها به.
وفي غمرة حبهما قررا أن ينفذا ما عزما عليه.. الاختفاء لمهلة حتى يرغما أسرة الفتاة بموضع القبول به زوجا للفتاة.. وغادرا الحي الذي عاشا فيه أجمل قصة ، وأروع لحظات من حياتهما.
وفي سبيل البحث جندت أسرة الفتاة كل طاقتها للبحث عن الفتاة المختفية، واستعانت بكل الجهات الأمنية للكشف عن مكان ابنتها، رافضة أن تذعن لضغوط من أجل أن ترغم على قبول شخص لا تقبله بين تركبة أسرتها.
وتمكن الأمن من العثور على الشاب والفتاة بعد اختفاء دام أياما في الحي الذي لم يستطيعا أن يفارقاه كثيرا.. وفي مخفر الشرطة لم تنكر الفتاة أمام المحققين أنها من كانت وراء تدبير عملية الاختفاء لإرغام أسرتها على قبول من تعشقه زوجا لها.. متحدية الفوارق.. وكل التقاليد التي تمنع زواجهما..