جاء في تقريرنشره موقع (العربية نت ) أن محاولات عدة قامت بها أجهزة الاستخبارات الغربية، وفي مقدمها الـ CIA لتجنيد دبلوماسيين عراقيين في عدد من السفارات، في عهد الرئيس السابق صدام حسين. جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية العراقي السابق ناجي صبري الحديثي، حيث قال حسب مانشر في التقرير"في أواخر عام 2002 بدأت الأجهزة الأميركية والبريطانية تلاحق دبلوماسيينا في الخارج... وتطلب منهم التعامل معها". مضيفا "بدأت العملية في جمهورية مالي. حين اتصل الأميركيون بدبلوماسي عراقي"، عارضين عليه التعاون معهم، إلا أنه "رفض ذلك، فطُرد من مالي". وهو ما حصل في كندا أيضا، حيث اعتبرت السلطات هناك "أحد دبلوماسيينا شخصاً غير مرغوب فيه لرفضه التعامل مع الاستخبارات الأمريكية".
مساعي التجنيد والاستمالة – بحسب الحديثي - طالت أيضا علماء نوويين عراقيين، حيث رفض العالم النووي جعفر ضياء جعفر عرضاً بالتعامل مع الاستخبارات الأميركية، حين اتصل به مسؤول في الوكالة، وسأله لماذا لا تتعاون معنا.
وحسب التقرير فإن الوزير الحديثي يروي أيضا أن مدير عام دائرة الرقابة الوطنية السابق في العراق، اللواء حسام أمين، رفض هو الآخر عرضا للتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، مقابل تعيينه رئيسا للوزراء لاحقا.
هذه المحاولات المستمرة والمتتالية لاختراق بنية الأجهزة السياسية والأمنية في عهد نظام الرئيس صدام حسين، لم توفر وزير الخارجية ناجي الحديثي ذاته، الذي يروي لـ"الذاكرة السياسية"، أن صحافيا لبنانيا قال له بعد سقوط نظام "البعث": "أنت ضيّعت علي 100 مليون دولار لأنني كنت مُكلفا من قبل الفرنسيين الذين يتعاونون مع الأميركيين بإقناعك بالانشقاق عن صدام، ولكنني صرفت النظر عن الموضوع بعدما وصفتَ علاقتك به بالممتازة".
وينشر التقرير في تفاصيل القصة، أن الصحافي سأل الحديثي إذا ما كان صدام حسين يقبل أن يستقبل موفدا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وهو الطلب الذي وافق عليه صدام. إلا أن "العلاقة الممتازة" بين الرئيس العراقي ووزير خارجيته، هي ما أفسدت خطة استمالة الأخير وحثه على الانشقاق.